Tuesday, May 29, 2007

الحرية الشخصية بين الخمر والمسجد..... بقلم سوسو

الأصل في الخليقة هي الحرية الشخصية ,فالله عز وجل خلقنا كائنات بعقول نميزالصح والخطأ بتفكيرنا فنحن إذن كائنات نختار لا ننقاد,وعلى هذة الأساس سيحاسب العبد يوم القيامة فالله أعطاه الحرية ليختار ووضع له الحوافز النهائية الجنة والنار والحوافز المتعجلة كستجابة الدعاء وغيره من امور الخير بالدنيا وكل هذا حتى يحفز عقولنا لتختار طريق الصواب قال الله تعالي(لعلكم تتفكرون) وقد حث الله في عدة مواضع بالقرآن على التفكير والتأمل.فالحرية الشخصية اذا هي قدرة الأنسان على الاختيار وأيضا على توفرالخيارات,فمامعنات أن يكون الانسان قادر على الإختيار وليس لديه خيارات(فمثلا الذي يقول انه لا يشرب الخمر اتباع لسنة محمد(صلى الله علية وسلم)واذا دققت في وضعه ستجد ان المنطقة التى يسكنها لاتوفر الخمر اساسا فمن أين جائتةالخيارات؟وحتى في شريعة الاسلام اجر من لم يشرب خمر في بلد تسمح بالخمر أعلى وأكثر من أجر من رفضة وهو حتى لم يشاهدة) وعلى ذلك ضع كل قرار في حياتك تتخذة,فأنت لديك القدرة على اختيار طريق الرذيلة وطريق الخير, لديك القدرة على شرب الخمر أو تركه ولديك القدرة على استخدام المخدرات أو تركها ولديك القدرة على الذهاب للمسجد أو للكنيسة .

والحرية الشخصية تتوقف في حالة تعرضك أو إنتقاصك لحرية غيرك بمعنا إذا كنت تشرب الخمر في دارك فهذا قرارك ولكن ان تشرب وأنت تقود السيارة فهذا مرفوض لأنك ستعرض غيرك وحريتة للخطر.

وديننا الاسلامي ينمي الحرية الشخصية بطريقة رائعة رفيعة المستوي فالمتعارف عليه في النظام الاسلامي تحريم الخمر لما له من مضار على الانسان نفسية وجسدية(واذا اتبعت الاسلام بقرار واعي منك فعليك بحترام مبادئك التى اخترت)وحكم منشرب الخمر 80جلدة ولكن يجب أن يثبت شربه للخمر فإذا كان الانسان ذو توبة نصوح فسيعترف بنفسه ويسقط الهم الذي يحملة ولكن اذا لم يعترف فيجب أن يكون هناك شهودعليه وهنا نتذكر (الفتنة اشد من القتل)فحين يشيع بين الناس أن فلان يعاقر الخمر وأن عليه حد فهناك من سيرتدع وهناك من سيتشجع وخاصة إن كان ضعيف نفس فأهونها ان يقول لست أنا أول من يقدم على هذا الفعل وخاصة اذا كان شربه لا يأثر على غيره.

وأتذكر كذلك قصة ماعز الرجل الذي زنا وجاء يعترف لرسول صلى الله عليه وسلم وبعداعترافه بزنا قدم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم صديق لماعز وقال له أنا من حثثته على الأعتراف يا رسول الله فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم نص(لو أنك سترت عليه بثوبك)أي أنك لو شاهدته يزني فعلا فقمت وسترته بثوبك الذي عليك لكان هذا أهون وأفضل (من سترعلى عبد في الدنيا ستر الله عليه في الأخرة)قمة احترام الخصوصية وقمة تنمية علاقة العبد بربه وحترام قرارات الأخر,ومن جهة اخرى فقد قدمت امرأة لرسول صلى الله عليه وسلم تعترف له بالزنا فقالت له اني زنيت يارسول الله فلف الرسول عنها وجهه فلحقته من الجهة الأخرى وأعادت عليه قولها فلف الرسول عنها وجهه فلحقته من الجهة الأخر وقالت له (أنا لست كماعز يا رسول الله أنا حامل)هنا وقف الرسول(لأنها دخلت حريتها في حرية غيرها الطفل الذي تحمله )وقال لها اذهبي لأهلك حتى تضعي حملك ولم يلاحقها الرسول او وضع عليها حسيب اورقيب ولم يسال عنها وبعد تسعة شهور جائت لرسول بنفسها فأعادها الرسول لأهلها حتى تكمل الرضاعة وبعد سنتين جائت مرة أخرى بنفسها وأقام عليها حد الرجم إذ كانت متزوجة .

وتكمن عظمة الإسلام في تنظيم العلاقة بين الحرية الشخصية وبين المجتمع اذ لكل مجتمع في الدنيا علامات تميزه عن غيره من المجتمعات,دون المساس بحرية الفرد التى خلقت معه ,فالدين الاسلامي يعرف الحرية الشخصية بنوع من الخوف الرباني على الذات المتأصل بتحريم كل مايضر الفرد شخصيا,فإن كنت مسلم فستعرف ان الخمروالمخدرات محرمات والذهاب للمسجد واجب ولأن الله يعرف بأن هناك أناس تفكر دائما فلقد ربط كل شيء بتعليل معقول التصديق وواقعي 100% فالخمر حرم لما فية ذهاب للعقل الانساني وهنا يفقد الانسان الميزة التى ميزها الله عن باقي المخلوقات(العقل)وحين يذهب العقل يذهب الانتاج والتطوير الذي قد يضيفة الشخص لمجتمعه ولكن للإنسان حرية الاختيار بين شربه أوعدم شربه ولو كان الله يعلم ان البشر لن يختاروا هذا الطريق بإرادة هو خلقها فيهم لما وضع له حد في الإقدام عليه وأجرفي تركه لوجه الله.

فالدين الاسلامي يقوي الحرية الشخصية بالرجوع لدين واستيعاب الأحكام فالدين مبدأ وطريقة حياة وأخلاق قبل أن يكون عبادة(ومابعثت إلا لأتمم مكارم الأخلاق)ويزرع فينا ديننا قوة الحياة بقوله أن كل مايفعله الإنسان ويحتسبه لله فسيكتب له الأجر(مثل لو ذهبت للعمل واحتسبت هذا العمل لوجه الله فسيكتب لك الأجر بإذن الله فنحن مهمتنا أن نعبد الله ونطور الأرض معا).

الحقيقة أن ليس كل الناس تحت لواء الأسلام وليس كل مسلم مسلم حقا فكم منا من هوعاصي وكم منا من هو عاف متعفف وكل هذا بختيارنا وحريتنا الشخصية,الدين الاسلامي لا يحرم الحرية الشخصية (وهي الإرادة في الأختيار) ولوكان يحرمها لما شرح لنا سبب التحريم وسبب العقاب والحساب والثواب.
......................................

سوسو
وأن نختلف ليس معناه أن نصبح أعداء

11 comments:

"Gay Boy" Weekly (Blogger Ricky) said...

الى سوسو

الدين يمكن ان يستخدم في اكثر من طريقة، فالذين يرون الدين على انه قيم سامية يستطيع ان يجد الكثير من التعاليم المتسامحة والتي تحث على احترام الآخر وعلى التفكر والتأمل

وهناك من يأخذ نصوصا او بالاحرى كلمات ويقتطعها من مضمونها لكي يثبت وجهة نظره المتطرفة

وهناك من يأخذ الآية او الحديث دون الرجوع لسبب نزل هذه الآية او هذا الحديث، فربما كان لحادثة معينة لاتعمم على كل الحالات

من اكثر الاسئلة شيوعا عند المسلمين المفكرين هو: هل الانسان مخير ام مسير؟ واعتقد ان مقالتك تحمل الاجابة على هذا السؤال. وهي مقالة جريئة وتستحق الاشادة

وبالنهاية، الدين لله والحياة للجميع

mthlykaweyy said...

هاى انا مثلى قوى
موضوعك جميل
انا قراته
وفعلا المفروض ان كل انسان يكون له دينه او معتقدته والمفروض
اننا نحترم ده
نحترم الاخر

soso said...

حقيقة مقالتي يا أخي ريكي هي ماهي إلا دليل على أن كل أنسان يستطيع فهم الدين بالشكل الذي يملي عليه ضميرة وفكرة وعقله,,
وهناك الكثير من الناس الذين يغفلون نصف النص ليصيلون لغاياتهم لذلك أنا دائما أقول ماقيل في ديننا(استفتي قلبك),,

وأسوق لك مثال على ذلك طوال فترة من الزمن ونحن نسمع (النساء ناقصات عقل ودين) ولم يحاول أحد تكملة الحديث أبدا أبدا أبدا ولو أكملت الحديث لصدمة الحديث هو (((ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب للب الرجل الحازم من إحداكن،))

اتعرفون ماهو اللب هو ركيزة العقل فلو كانت النساء ناقصات عقل ودين بهذا الشكل ومع ذلك يستطعن أخذ عقل الرجل فمن هو الناقص فعلا القائد أم المتبوع!!!!!

الدين يفهم كما يريده الانسان وكما يشتهي ولكن المفروض أن لا يتغافل ان فوقه الله يفهم ما تخفي نفسه وما هو مرادة.

تحياتي لشخصك الكريم
وأن نختلف ليس معناه أن نصبح أعداء

kasber said...

أنا حر
كم منا قالها في عمره بين لحظات السعاده والغضب
انا اري ان للحريه جانبان جانب محدد بقوانين و شرائع و عادات و هذا ما نتعامل به في داخل المجتمع
وجانب نتعامل به مع أنفسنا علي حسب فهمنا للحريه
فأنت حر في علاقتك بربك
و رؤيتك لذاتك وفهمك لاخطاءك و مميزاتك..علي حسب قدراتك
وعلي هذا فالشخص الحر في رأي من يستطيع ان يوازن علاقاته في المجتمع مع ما يحب و يكره ولكن عليه ان يفهم ان الاختلاف هو الحياه
ولعل ابسط الطرق لفهم حريتنا وحرية الاخرين هو ان نقبل من يختلف عنا
طبقا لمبدأ قبول الاخر
و قد قرأت مره
عندما تقول أنا حر فأنت بالضروره تعني أن تقول أنا مسؤل فالحريه هي المسؤليه
وكل منا عليه ان يفهم مسؤليته تجاه نفسه قبل أن يتعرض لحريات الاخرين

love said...

صديقى العزيز
الحريه لها سقف يجب ألا نتجاوزه حدوده معروفه ومتفق عليهاوهى عدم ضرر ألآخرين..ومثال الخمر كنت موفقآ فى سرده ..وقد حث الدين المسيحى على نبذ الخمر ومخطىء من يقول أن المسيح قد حثنا على شربها أو تعاطيها،المسأله أنه قال:كلوا الخبز وإشربوا الخمر فكأنكم تأكلون لحمى وتشربون دمى،وهو هنا يقصد بالخمر عصير النبيذ ..
أرجو أن يلتزم بعض الناس وهم من يتوسلون بمكبرات الصوت العاليه للإعلان عن موعد صلواتهم أن هناك آخـــــــر ليهمه أن يسمع ومن الممكن أن يسمع ولكن بطريقة تكون غير مقلقه أو مزعجه خاصة فترة الفجر التى يسبقها تواشيح دينيه ويعقبها صلاه ثم تواشيح أخرى لتصبح فترة التعذيب أكثر من ساعه؟؟هل هذه هى الحريه التى قننها ألأسلام؟؟
شكرا ياصديقى وأرجو أن تفتح الهوت ميل لتلقى رساله منى إليك..

"Gay Boy" Weekly (Blogger Ricky) said...

اترك للاخت سوسو الرد على التعليق لان هذا الموضوع هو من كتابة العزيزة سوسو

soso said...

مرحبا يا اخ جروج ,,

وحقيقة صوت الاذان هو صوت الدعاء وفيه روحانية وجمال رائع حتى ان الجراح المصري مجدي حبيب يعقوب قال حين ما طرح عليه سؤال ماهو اكثر شيء افتقدته في مصر قال(أكثر شيء كنت أفتقده في غربتي صوت الاذان بمصر) رغم انه مسيحي وينتمي لعائلة قبطية أرثوذكسية,, ولكن لم يمنعه من الاقرار بجمالية وروحانيته وطابعه الجميل والجدير بالذكر ان القاهر تعتبر وتسمي بلد الالف مئذنه,,
ـــــــــــــــ
ويا اخ جورج استخدام الفعل من قبل بعض المسملمين بطريقة خطاء ليس معناه تعميم الفعل,,الغرض من الاذان هو توعية الناس لدخول وقت الصلاة وتجميعهم وليس هدفها افزاع الناس اي كانت توجهاتهم الدينية,,عندك مثلا في المملكة العربية السعودية اجبرت بعض المساجد لخفظ صوت الاذان فيها لان اهالي المنطقة اشتكوا انه يفزع ابنائهم وقد خفظ الصوت فعلا,,
ـــــــــــــــ
وحقيقة انا اطرح عليك سؤال ألا تستغرب معي ان قضية الاذان هذه لم اسمع ترديدها إلا في مصر؟؟؟؟؟
بمعني اني لم اسمع بمسيحي لبنان انهم اشتكوا ولا من مسيحي سوريا انهم اشتكوا من صوت الاذان ابدا
بالشكل الذي اخذه الموضوع في مصر؟
ـــــــــــ
هل لو كانت الكنيسة تدق اجراسها خمس مرات في اليوم هل كنا سننزعج هل كنت ستنزعج؟؟
ــــــــــ
في زمن جاء على العالم عاش فيه اليهود مع النصاري مع المسلمين في ارض واحدة كان تدق فيه اجراس الكنيسة مع علو صوت الاذان مع وقت إلقاء الدروس اليهودية,,

هل تعرف تحت اي حكم كانوا متعايشين تحت حكم الاسلام تستطيع مراجعه تاريخ الدولة الأموية في الاندلس وستجد كل شيء موثق فيها واستغربت وانا ابحث ان في الكتب الاجنبية كان الكلام عن هذا العصر ارقي من الكتب العربية التى لم تتعرض لهذا الوفاق الى بكلمات قليلة,,
ـــــــــــــــــ
والهدف من الاذان ليس ترويع الناس ولا اخافتهم او التضيق عليهم بل الهدف منه مثل هدف اجراس الكنيسة الاعلان عن دخول وقت الروحانية والتواصل مع الله,,,
ــــــــــــــــــ
وعلى كل مثل ان ليس كل المسيحين مسيحين حق فانه ليس كل المسلمين مسلمين حق.


وتحياتي لشخصك
وأن نختلف ليس معناه ان نصبح اعداء

"Gay Boy" Weekly (Blogger Ricky) said...

soso

فعلا ليست فقط الكتب الاجنبية التي وصفت التعايش الرائع والفترة الذهبية التي عاشها اليهود والمسيحيين مع المسلمين في الدولة الاسلامية، بل هذا ما قاله الراحل يوحنا بولس الثاني بابا الفاتيكان، في مقابلة تكلم في عن تلك الفترة الذهبية، وايضا تكلم عن الحروب الصليبية واعتذر عنها

Anonymous said...

والله سوسو والشباب كلهم ما شاء الله مو مقصرين
شكرا جزيلا عالموضوع الرائع
وحتى انت يا ما بعرف اسمك:P
بس يا صاحب المدونة بشكرك
جد شي رائع
بتمنالك التوفيق

مع تحياتي
عصفوور

"Gay Boy" Weekly (Blogger Ricky) said...

hade48

اهلا عصفور
Ricky اسمي

طيب الحمدلله انه مدونتي نالت اعجابك، وانشالله دايما تكون المدونة عند حسن ظنك

تسلملي على هالكلام الحلو والتشجيع :)

شباب روش طحن said...

الحقيقة أن الإسلام أعطي حرية شخصية بشرط أن لا تؤثر سلبا علي باقي أفراد المجتمع وهو جعل لك محكمة شخصية حين جعل توبتك وإنابتك وحسابك وجزائك وعقابك بيد الله وحده فأنت تخاف من الله وحده وليس من أحد غيره ولا يملك أحد أن يجبرك أو يقرر لك شيء بأن بقول لك مثلا أنت تاب الله عليك أو لم يتب عليك بل الغفران بيد الله وحده وفي هذا معني جميل للتحرر من الوسطاء بينك وبين الله