Sunday, October 7, 2007

من مغاير يكره المثليين، إلى مغاير متفهم ومساند لهم



هي شابة جميلة ورقيقة وهو شاب مهذب وراقي، اعمارهم في آخر العشرينات، مفعمين بالطاقة وحب الحياة، هم اصدقائي من المغايرين عرفنا بعض من بداية الصيف عن طريق صدفة جميلة




في البداية كنت اعرف هذه الانسانة الرقيقة، ثم بعد وقت اصبح زوجها يشاركنا في كل مكان نذهب اليه، ونقضي دائما اوقاتا جميلة معا




في يوم الخميس الماضي، بينما كنا نجلس انا وهي في احد المطاعم وكنا بانتظار ان يصل زوجها لمشاركتنا، دخلنا في مواضيع كثيرة عن الحريات الشخصية ومنها عن المثليين، ثم سألتني: هل تعلم لماذا لم يكن زوجي يشاركنا في الطلعة والخروج سابقا؟ قلت لها فعلا لما لم يكن يشاركنا؟




قالت لي انه كان من عدو المثليين، وعنده هوموفوبيا، وكان ينتقدها دائما لانها تفضل اصدقائها من المثليين، وترى ان المثليين هم ارقى وافضل فئة بالمجتمع، بينما هو يكرههم لدرجة انه لايريد حتى تبادل التحية معهم




قالت لي كيف انها حاولت فيه مرارا ان يخرج معنا ليتعرف علي لكنه يرفض في كل مرة، اقنعته مرارا بأنه ما ان يراني ويتبادل الحديث سوف يرى الوجه الحقيقي والطبيعي للمثليين، وايضا كان يرفض




في احدى المرات وبينما كانوا في المنزل، قالت لي كيف استغلت هي احدى اللحظات لتقنع زوجها بالخروج معنا مرة واحدة، واذا لم يعجبه الامر تكون هي مرة وحيدة وخلاص، وهذا ما حدث




كنت في احد الكافيهات ثم جاءت صديقتي ومعها زوجها، تكلمنا وضحكنا، طبعا انا لم اكن اعلم بالموضوع من قبل، فكما قلت لكم في بداية البوست عرفت الموضوع يوم الخميس الماضي فقط، في حينها ارسلت مسج لصديقتي وسألتها: هل يعلم زوجك بأني مثلي ام لا، عشان يكون عندي خبر، اخذ راحتي بالكلام ولا اخاف يزل لساني؟ اجابتني بأن اتصرف على طبيعتي لانه يعلم




طبعا يومها تحدثنا كثيرا وكأننا نعرف بعضنا منذ سنين، ثم طلب مني رقم هاتفي لكي يقوم بالاتصال بي في اي يوم يخرجون فيه لاشاركهم، ومن يومها اصبحت علاقتنا نحن الثلاثة قوية وجميلة جدا بكل معنى الكلمة




تقول لي، انها كانت سعيدة جدا لانه كان يتصرف على طبيعته ونسى كرهه للمثليين، بل وقالت لي انه منذ ان قابلني تغيرت فكرته عن المثليين، واصبح متسامحا معهم بل ويعتبر كونهم مثليين حرية شخصية، حتى المثليين الذين كان يقابلهم في مقر عمله ولم يكن يتبادل التحية معهم، اصبح الان يتصرف بكل طبيعية معهم




كنت سعيدا جدا عندما قالت لي بأني كنت سبب لتحوله من مغاير يكره المثليين الى مغاير لديه فكرة جيدة عنهم وعن اخلاقهم وثقافتهم




والان، نحن خير مثال على الاخوة والصداقة الرائعة بين مغايرين ومثليين، وكيف ان المثلي يستطيع بتصرفاته واعماله ان يعكس حقيقة المثليين




والان، تقولها وهي تضحك، اصبح هو من يتصل بي اذا كانوا في مكان ما وفي يوم اجازة حتى اشاركهم، بل واعتبرني صديق مميز لهم

نتيجة استفتاء الأحد الماضي


سؤال الأحد الماضي كان كالتالي: "هل تعتقد ان تصرفات المثليين الفردية اثرت بشكل ايجابي او سلبي على نظرة المجتمع لهم؟" وقد اجاب 66% من المصوتين ان المجتمع لم ولن يتقبل المثليين مهما حدث


فيما اجاب بقية المصوتين ان تصرفات المثليين الفردية زادت من كره المجتمع لهم


والغريب، لم يقم اي مدون باختيار الاجابة التي تقول ان تصرفات المثليين اثرت بشكل ايجابي على نظرة المجتمع لهم


اذا، هل يعترف المثليين ان تصرفات الكثير منهم تجعل المجتمع ينظر اليهم بشكل سلبي؟ ام كما اجاب الغالبية من ان المجتمع لن يتقبلهم مهما حدث؟ وهل هذا سبب لكي يجعل المثليين يتصرفون بشكل لايراعون فيه نظرة المجتمع لهم وتحسين صورتهم اما الاخرين بذريعة ان المجتمع منغلق على نفسه وباختصار لا فائدة من التعب والاقناع؟؟
سواء كان التصويت من مغايرين او مثليين، فإن هناك شبه اجماع من ان المجتمع لايمكن له ان يتقبل المثليين، لكن يبقى السؤال عن السبب.. هل هو فقط لان المجتمعات العربية متحجرة؟ ام بسبب تصرفات الكثير من المثليين العرب السيئة؟ ام كلاهما معا؟