انقل لكم مانشرته شركة إيلاف للنشر عن المثليين والتدوين العربي في عدد السبت الخامس من ابريل 2008
هل هرب المثليون من أرض معركتهم الواقعية, واتجهوا إلى العوالم الأكثر رحابة، تاركين وراءهم الهم اليومي، ليصنعوا لأنفسهم مواعيد لا تخلف، ومجتمعاتهم لا يدهمها رجال الشرطة، وأوصياء المجتمعات، فمؤخراً انتشرت المدونات، وصفحات الفايس بوك، والصفحات المشابهة بأعداد كبيرة من المثليين والمثليات، باحثين عن مكان ومتنفس يملأ عليهم حيواتهم الصغيرة، بعدما لفظتهم المجتمعات العربية بكافة اطيافها وتحزباتها إلى خارج منظوماتها الاجتماعية.
شباب تقودهم العاطفة، من كل الدول العربية، من مصر، والأردن، والكويت، والسعودية، والمغرب، فرقتهم الجغرافيا، ووحدهم ميولهم الجنسي، وإذا ما كانت المثلية الجنسية في هذه الدول وبقية العالم العربي، عيبا بالدرجة الأولى، وحراما ثانياً، ومجرد الحديث عنها بأحد الألفاظ يعتبر سبب كافياً للإنتقال قسرياً إلى احاديث أخرى، فالأحداث التي تطالعنا بها الصحف اليومية، التي تشير إلى القبض على عدد من الشباب المثليين، في كل يوم، وفي كل جريدة، فتثير الرأي العام وقتها، يظهر بعدها رجال الدين ورجال المجتمع مطالبين بإعدامهم أو رجمهم في الميادين العامة، لأن كل تلك الأفكار تثير الاشمئزاز في أذهان من يتذكرها بسبب منظر «الرجال المثليين».
إذن فالقراءة قد تكون أخف وقعاً، خصوصاً وأنت تتصفح المدونات العربية، تأتيك بعض العنواين كـ «أحلام شاب مثلي»، الصفحة التي يكتب فيها صاحبها عن نفسه ومجتمعه بطريق جادة، يحاول ان يطرح همومه الخاصة، ومثله يفعل الكثير مثل « رؤية مثلي من المغرب»، و « مثلي من الكويت»، و« أسبوعية الولد المثلي»، والكثير غيرها من المدونات.
قد يكون الحديث عن مثلية الرجال اكثر لطافة، من الحديث عن نساء مثليات؟ في المجتمعات العربية التي لا تزال تحجم من ممارسات المرأة الطبيعية والشرعية، إذن فالحديث عن الممارسات الشاذة هو شعور مزعج ومربك للكثير، خصوصاً من الجنس الناعم، ما يدفع المدونات المثليات إلى أسلوب سرد الأحداث واليوميات، كما تفعل صاحبة مدونة «يوميات امرأة» التي تصف نفسها بأنها امرأة مثلية وتكتب عن أحاسيسها ومشاعرها في مذكراتها اليومية، الأمر الذي قد يجعلك تشعر بأن المثلية أمر رائج في مجتمعاتنا. وفي إحدى الأحصائيات فإن عددا زار مدونتها زاد عن 25 ألف متصفح.
هموم مشتركة، وثقافة مثلية للأسوياء.
ما الذي يسعى له المثليون.. لن يطول هذا التساؤل، فحالما تتجول بين صفحاتهم، فهؤلاء الشباب لديهم هموم تتعلق بأندماجهم في المجتمعات، ومحاولة درء التهم الموجهة لهم، فهم غالباُ يتحدثون عن مسببات مثليتهم الجنسية، والأسباب الفيزيائية والجسدية، إذ يقول احدهم« JORDAN RAINBOW»“ لم أكن أعرف الإجابة الصحيحة على ماهو سبب المثلية، ولكن بعد ذلك تبين لي أنه لا يوجد سبب مثبت علميا للمثلية، هنالك الكثير من الأبحاث عن هذا الموضوع ولكن أيا منها لم يصل إلى مرحلة الحقيقة العلمية، البعض يقول ربما تكون الجينات هي المسؤولة عن المثلية أو الهرمونات التي يتعرض لها الجنين في رحم الأم، والبعض الآخر يقول إن التحرش الجنسي في مرحلة الطفولة هو المسؤول عن المثلية ولكن ليس كل ولا نصف من يتعرضون لتحرش أو إعتداء جنسي في الطفولة يصبحون مثليين ومثليات.
هناك وجهات نظر أخرى تقول إن فقدان حنان الأب أو القدوة الذكر تسبب المثلية، أو الطفل الذكر الذي يتربى في بيت كله بنات يصير مثليا، أو التعلق الزائد بالأم يسبب المثلية ولكن أيا من هذه الأسباب لم يثبت يقينا أنه سبب للمثلية.
ولكن أيا كان سبب المثلية سواء ولدنا مثليين ومثليات بسبب الجينات أو هرمونات الرحم أو اكتسبنا المثلية بسبب التربية الخاطئة أو التحرشات الجنسية أو أي شيء آخر.فلنفترض أننا وصلنا إلى سبب يقيني للمثلية.
يواصل ويقول: ما هو الحل الآن؟ هل ننتحر لأننا مثليين أم ندفن رؤوسنا بالتراب وننكر مثليتنا لأننا تعرضنا لشيء معين في الطفولة؟! هل نعيش كل حياتنا مثل الرهبان والراهبات ونمتنع عن ممارسة الحب الذي هو حاجة أساسية للإنسان؟! وإلهتنا إلهة المحبة التي أوجدت في داخلنا الحاجة لهذا الحب! هل لأننا فقط أقلية ونخاف من أكثرية البشر في التوجهات الجنسية هذا مبرر لحرماننا من حاجة أساسية تطلبها قلوبنا وعقولنا وأجسادنا؟! هل هنالك حل علمي حقيقي (أكرر حل علمي وليس حلا دينيا أو فلسفيا) للمثلية غير أن نتقبلها كما هي ونعيش مع أنفسنا بسلام داخلي ومحبة؟؟
المثلية ليست خطأ يستحق العقاب، ولا ذنبا يستوجب التوبة:
يدافع المثليون عن حظوظهم في كل شيء، وعن انتقاص الآخرين الذين يطلق عليهم في وسط المثليين (مغايرين)، عن انتقاصهم لدينهم، وفحولتهم، ورجولتهم، او أنثوتهن، يقول أحد المثليين من المغرب : لماذا لا نتقرب من الله فقط لأنه الله و انه يجب علينا عبادته ؟ اذا اعتبرنا المثلية كمرض او كعاهة اصيب بها احد الشباب، لماذا يتقرب من الله فقط لكي يغيره او يبدله ؟ هل هناك مثلاً شاب اصيب بعاهه كالعرج او العمى مثلا و يتقرب من الله فقط كي ينبت له قدما جديدة او يعطيه عينا أخرى سليمة؟.يتم حديثه: أتمنى ان يتغير مفهوم المثلية و التدين داخل المثليين و المغايرين ايضا ، أتمنى ان يتلاقى الخطان معا (المثلية و التدين). اتمنى ان نتقرب من الله لانه خالقنا ، و ليس فقط لكي يغيرنا و يبدل نفوسنا ، لأن في هذه الحالة لن يكون تقربك منه إلا لغرض و هدف ، و اذا لم يتحقق هذا الهدف ستجد نفسك تبعد عنه ، لابد ان نتقرب من الله لانه الخالق و نعبده من دون هدف.
شباب تقودهم العاطفة، من كل الدول العربية، من مصر، والأردن، والكويت، والسعودية، والمغرب، فرقتهم الجغرافيا، ووحدهم ميولهم الجنسي، وإذا ما كانت المثلية الجنسية في هذه الدول وبقية العالم العربي، عيبا بالدرجة الأولى، وحراما ثانياً، ومجرد الحديث عنها بأحد الألفاظ يعتبر سبب كافياً للإنتقال قسرياً إلى احاديث أخرى، فالأحداث التي تطالعنا بها الصحف اليومية، التي تشير إلى القبض على عدد من الشباب المثليين، في كل يوم، وفي كل جريدة، فتثير الرأي العام وقتها، يظهر بعدها رجال الدين ورجال المجتمع مطالبين بإعدامهم أو رجمهم في الميادين العامة، لأن كل تلك الأفكار تثير الاشمئزاز في أذهان من يتذكرها بسبب منظر «الرجال المثليين».
إذن فالقراءة قد تكون أخف وقعاً، خصوصاً وأنت تتصفح المدونات العربية، تأتيك بعض العنواين كـ «أحلام شاب مثلي»، الصفحة التي يكتب فيها صاحبها عن نفسه ومجتمعه بطريق جادة، يحاول ان يطرح همومه الخاصة، ومثله يفعل الكثير مثل « رؤية مثلي من المغرب»، و « مثلي من الكويت»، و« أسبوعية الولد المثلي»، والكثير غيرها من المدونات.
قد يكون الحديث عن مثلية الرجال اكثر لطافة، من الحديث عن نساء مثليات؟ في المجتمعات العربية التي لا تزال تحجم من ممارسات المرأة الطبيعية والشرعية، إذن فالحديث عن الممارسات الشاذة هو شعور مزعج ومربك للكثير، خصوصاً من الجنس الناعم، ما يدفع المدونات المثليات إلى أسلوب سرد الأحداث واليوميات، كما تفعل صاحبة مدونة «يوميات امرأة» التي تصف نفسها بأنها امرأة مثلية وتكتب عن أحاسيسها ومشاعرها في مذكراتها اليومية، الأمر الذي قد يجعلك تشعر بأن المثلية أمر رائج في مجتمعاتنا. وفي إحدى الأحصائيات فإن عددا زار مدونتها زاد عن 25 ألف متصفح.
هموم مشتركة، وثقافة مثلية للأسوياء.
ما الذي يسعى له المثليون.. لن يطول هذا التساؤل، فحالما تتجول بين صفحاتهم، فهؤلاء الشباب لديهم هموم تتعلق بأندماجهم في المجتمعات، ومحاولة درء التهم الموجهة لهم، فهم غالباُ يتحدثون عن مسببات مثليتهم الجنسية، والأسباب الفيزيائية والجسدية، إذ يقول احدهم« JORDAN RAINBOW»“ لم أكن أعرف الإجابة الصحيحة على ماهو سبب المثلية، ولكن بعد ذلك تبين لي أنه لا يوجد سبب مثبت علميا للمثلية، هنالك الكثير من الأبحاث عن هذا الموضوع ولكن أيا منها لم يصل إلى مرحلة الحقيقة العلمية، البعض يقول ربما تكون الجينات هي المسؤولة عن المثلية أو الهرمونات التي يتعرض لها الجنين في رحم الأم، والبعض الآخر يقول إن التحرش الجنسي في مرحلة الطفولة هو المسؤول عن المثلية ولكن ليس كل ولا نصف من يتعرضون لتحرش أو إعتداء جنسي في الطفولة يصبحون مثليين ومثليات.
هناك وجهات نظر أخرى تقول إن فقدان حنان الأب أو القدوة الذكر تسبب المثلية، أو الطفل الذكر الذي يتربى في بيت كله بنات يصير مثليا، أو التعلق الزائد بالأم يسبب المثلية ولكن أيا من هذه الأسباب لم يثبت يقينا أنه سبب للمثلية.
ولكن أيا كان سبب المثلية سواء ولدنا مثليين ومثليات بسبب الجينات أو هرمونات الرحم أو اكتسبنا المثلية بسبب التربية الخاطئة أو التحرشات الجنسية أو أي شيء آخر.فلنفترض أننا وصلنا إلى سبب يقيني للمثلية.
يواصل ويقول: ما هو الحل الآن؟ هل ننتحر لأننا مثليين أم ندفن رؤوسنا بالتراب وننكر مثليتنا لأننا تعرضنا لشيء معين في الطفولة؟! هل نعيش كل حياتنا مثل الرهبان والراهبات ونمتنع عن ممارسة الحب الذي هو حاجة أساسية للإنسان؟! وإلهتنا إلهة المحبة التي أوجدت في داخلنا الحاجة لهذا الحب! هل لأننا فقط أقلية ونخاف من أكثرية البشر في التوجهات الجنسية هذا مبرر لحرماننا من حاجة أساسية تطلبها قلوبنا وعقولنا وأجسادنا؟! هل هنالك حل علمي حقيقي (أكرر حل علمي وليس حلا دينيا أو فلسفيا) للمثلية غير أن نتقبلها كما هي ونعيش مع أنفسنا بسلام داخلي ومحبة؟؟
المثلية ليست خطأ يستحق العقاب، ولا ذنبا يستوجب التوبة:
يدافع المثليون عن حظوظهم في كل شيء، وعن انتقاص الآخرين الذين يطلق عليهم في وسط المثليين (مغايرين)، عن انتقاصهم لدينهم، وفحولتهم، ورجولتهم، او أنثوتهن، يقول أحد المثليين من المغرب : لماذا لا نتقرب من الله فقط لأنه الله و انه يجب علينا عبادته ؟ اذا اعتبرنا المثلية كمرض او كعاهة اصيب بها احد الشباب، لماذا يتقرب من الله فقط لكي يغيره او يبدله ؟ هل هناك مثلاً شاب اصيب بعاهه كالعرج او العمى مثلا و يتقرب من الله فقط كي ينبت له قدما جديدة او يعطيه عينا أخرى سليمة؟.يتم حديثه: أتمنى ان يتغير مفهوم المثلية و التدين داخل المثليين و المغايرين ايضا ، أتمنى ان يتلاقى الخطان معا (المثلية و التدين). اتمنى ان نتقرب من الله لانه خالقنا ، و ليس فقط لكي يغيرنا و يبدل نفوسنا ، لأن في هذه الحالة لن يكون تقربك منه إلا لغرض و هدف ، و اذا لم يتحقق هذا الهدف ستجد نفسك تبعد عنه ، لابد ان نتقرب من الله لانه الخالق و نعبده من دون هدف.
6 comments:
يا عيني على عالمنا الصغير و هو عم يكبر و يكبر و كل يوم فيه مدونين مثليين جدد.
شكر كبير لشبكة إيلاف على هذا الخبر و الشكر لك صديقي على نقله.
تحياتي
نعم قرات الخبر قبل نقلك له و حقيقة أعجبني أن ترى جهود المثليين تظهر للعالم
اما بخصوص المثلية والتدين فبالدليل النقلي و العقلي أؤكد ان الاسلام لم يحرم المثلية الجنسية ابدا وانما قننها و الان انتهيت من الجزء الثاني في موضوع اثبات عدم تحريم الاسلام للمثلية الجنسية في مدونتي واتمنى من الجميع المشاركة برايهم لاثراء البحث
تقبل تحياتي
عاشق ياسمين الشام
فعلا نشعر بالسعادة لما نشوف عالمنا يكبر، مو بس يكبر، ايضا نرى اهتمام من وسائل نشر مرموقة مثل ايلاف تهتم بهذا الخبر وتبرزه بطريقة حيادية مافيها اساءة او عدائية
تحياتي لك
GAY FROM UAE
راح اقرا اللي تكتبه عن الاسلام والمثلية، اعتقد انه موضوع مهم جدا وراح يفيد كثير
شكرا عالمشاركة
Dear Ricky
انا حاولت كتير ادخل على موقع ايلاف اونلاين بس مش شغال الرابط لذا اشكرك انك بتحيب لنا المواضيع الهامة دي منها
على فكرة انا بدعوك للانضمام للمجلة الالكترونية اللي بكتب انا و محمد فيها هي بتهتم كثيرا بشئونا و ماذا نريد و عن عالمنا
ممكن من خلالها نعطي المفهوم الصحيح اللي احنا عايزين نوصله للناس
ليس فقط عن طريق مدوناتنا بل ايضا عن طريق السبل الاعلامية الاخرى
فكر في الامر و في انتظارك
Heart Beat
شكرا عزيزتي على الفكرة والدعوة للانضمام اليكي وللصديق محمد
فكرة حلوة وتستحق الاهتمام والتفكير، وانشالله قريب اقدر اشارككم
Post a Comment